المسرح العربي بين الإبداع واللهو دحمور منصور الحسيني

شارك:


المسرح العربي بين الإبداع واللهو
دحمور منصور الحسيني


صحيح أن هناك فرق كبير بين عالم شكسبير وبعض من نعرفهم اليوم ونحن في العام الرابع عشر من الالفية الثانية للميلاد ولكن هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها على الدوام وتغضب منها قماقم الادب العربي في اوطاننا والكل يظن ان كلمات النقاد المسرحيين او ربما من يبعد بشكل او بآخر عن النقد المشهور اليوم والذي يزاوج العصرنة بالابداع الى درجة ان يفقد الادب المسرحي رونقه كأدب رسالة ليتجه الى أدب اللهو.
كثير من هؤلاء يظن ان البعد عن الواقع وهم ، ولكنه ينسى ان البعد عن الواقع واقع آخر من الممكن أن يكون سبيل نجاة الكثير من الغرقى في غياهب التغريب الادبي الذي اذهب معنى الأدب الذي تعلمناه من تراجم رجال الادب الحقيقيين ولم نره على مسرح الادب الواقعي في البلاد العربية.
لابد ان نتساءل على الدوام عن الفرق بين إسخيلوس، أرسطو، أرستوفنس، شيكسبير، هنريك، أرابال، أونيل يوجين وغير هم من الكثيرين وبين كتابنا اليوم.
يجب أن تساءل عن الفرق بين الادب العالمي والادب المحلي.
يجب ان نتساءل عن طموحنا اهل الكتابة المسرحية بين الماضي والحاضر.
يجب أن نتساءل عن سبب خلود السندباد في ألف ليلة وليلة وهملت بيد شكسبير وبين موت المسرح العربي قبل مرضه.
هناك الكثير من الفارق.
ولكن العجيب ليس في فوارق ابداعية ولا قصور في توصيل المنتوج.
ولكن الفارق الوحيد هو أن كبار المسرحيين عبروا عن واقعهم انطلاقا من ادبهم هم لا من ادب الغير.
لان التغريب المسرحي لا يفهم دواعي الهجرة الا بعد ان يرتد عن دينه وينسلخ من ثوابت نفسه وبالتالي فهو في صدد رسم اكاذيب لا يعرفها ولا يؤمن بها .
كلنا يحترم المسرح العربي وينحني اما هامات واعمدة هذا الفن.
ولكن .. ألم يحنْ وقت البحث عن أصالة المسرح العربي؟
ألم يحن زمن التبعية الادبية التي قتلت الشخصية العربية؟
نريد مخاطبة من يسمى بالآخر.. نعم
ولكن كيف؟ من اين نبدأ؟
السبيل الوحيد هو العودة الى الاصالة العربية وانتهاج الصدق الحقيقي في ايصال الواقع العربي .
لم يبدأ المسرح بالكوميديا ولكن انتهى الى اقصى الرقي بها في نفس الوقت الذي سما بالتراجيديا رغم أنها منطلقة الاول الاصيل ومن هنا صحة موقوله ان اهل مكة ادرى بشعابها في ميدان المسرح ولكن.. لماذا لا نخالف؟
لماذا لا نبدأ بالبحث عن ذواتنا المبدعة بين ما يسميه الغير بركام الادب العربي، أم أننا تناسينا أن الشعر عندما ابتدأ عند هومروس وغيره من اليونان الخالدين لم يكن يعلم الشعر نفسه انه سيقف إكبارا لشعراء العرب القدماء الذين وقف هومروس نفسه أمامهم وطأطأ رأسه حيانا مما وصلوا اليه راجيا معرفة الشعر الحقيقي.؟
مع كل احتراماتنا..
ولكن المسرح العربي اليوم تقوقع في منطقة نفسه أو ما يسمى بالخصر الضيق لجسمه النحيل، لأننا حقيقو لا نرى الا مسرح اللهو في ميدان الادب والابداع، نحن لا نرى إبداعا حقيقيا الا ما نسميه بالابداع الذاتي الذي لا يريد الا ان يسعد نفسه بأن له عشرين ورقة يسميها مسرحية الخلود أو الابد او غيرها من مسميات ما لا يسمى.
لماذا لا نبدأ من جديد؟
من اجل الادب العربي الذي صار في حضيض السخرية الغربية لأن ابن خلدون صدق حين قال : أن المغلوب مولع على الدوام بتقليد الغالب، وبالتالي ففكرة الحضارة لا تستورد على شاكلة البنطلون الأزرق، ولكنها تصنع صناعة على شاكلة الصقيل الذي لا يريد الذات التفريط في لأنه لم يكن ليكون الا بعرق الجبين وتعب التفكر..
تحياتي الى كل ادبائنا واهل المسرح في عالمنا العربي.

الجزائر: 21/03/2014




التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات