المؤسسات التعليمية بالمغرب الأوسط خلال القرن 08هـ/14م

شارك:




المؤسسات التعليمية  بالمغرب الأوسط خلال القرن 08هـ/14م
الأستاذ: عبّاس قويدر



مقدمة :
إن الناظر في تاريخ الأمم، قديمها وحديثها، يلاحظ أنّ تحضرها ورقـيِّها كان مرتبطاً بالعلم ارتباطاً وثيقاً، كما أنّ تخـلّفها وانحطاطها كان مرتبطاً بالجهل ارتباطاً وطيداً. فبالعلم تحضرت أمم و ازدهرت وتركت بصمات شاهدة على مدى مبلغها من العلم والتحضر والرقي، وبالجهل و الابتعاد عن العلم والتعليم تخلفت وتدهورت أمم  و لم يذكرها التاريخ إلا في مواضع ذكره للتخلف والبداوة والهمجية.                                      
        لذلك و منذ الوهلة الأولى اقترن ظهور الإسلام بالدعوة إلى التعليم منذ بداية التنـزيل، على شكل كلمة مفتاحية  وهي ((ٱقْرَأْ)). وتبعاً لسنة التطور و نمو حياة البشرية، فإنّ التعليم بدأ أول أمره في المسجد، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم يعلِّمون فيه المسلمين أمور دينهم، واستمر الأمر على هذا المنوال أن حدث تطور على مستوى العلوم في المجتمع الإسلامي ، وظهرت فرق كلامية، وبرزت مذاهب فقهية، فاستحدث المسلمون تبعاً لذلك مواضع أخرى للتعليم مثل الحوانيت والدكاكين والكتاتيب والبلاطات وحتى منازل العلماء. و الملاحظ أنّ معظم هذه المواضع كان التعليم فيها مفتوحاً للجميع، والحضور غير منظـم، فلا أحـد يُلزم بذلك، إلا ما كان من بعض الأفراد الذين يلزمون أنفسـهم بحضور مجلس شيخ. كما كانت مواضع التعليم هاته المكان المثالي و الأرضية الخصبة لتكوين ثلّة من الفرق الكلامية و المذاهب الفقهية لتحصين فرقتهم ومذهبهم من مُناوئيهم .
والمؤسسات التعليمية من العوامل الهامة التي أثرت في الحياة العلمية في المغرب الإسلامي ، ولكن دور هذه المؤسسات اختلف من فترة إلى أخرى ويمكن تقسيم المؤسسات التعليمية إلى:
1-مؤسسات تعبدية،واستخدمت للتعليم وتتمثل في المساجد، وهي أقدم أماكن التعلم بالمغرب الإسلامي.
2-مؤسسات أوقفت على التعليم وحده متصلة بالمسجد حينًا، ومنفصلة عنه حينًا آخر،وهي الكتاتيب.
3-مؤسسات تعبدية جهادية مثل الأربطة أو الرباطات أو الزوايا ،ولكنها استخدمت للتعليم.
 4- التعلم في المنازل ،وهو إما خاص أو عام. فالأول في منازل المؤدبين والثاني في منازل العلماء.[1]
5-ثم ظهر فيما بعد بما يعرف بالمدارس النظامية التي تصدرت المؤسسـات التعليميـة من حيث الأهميـة و الدور التربوي و العلمي و هو موضوع حديثنا.
       و الشائع عن نشأة المدارس وظهورها في العالم الإسلامي، أنّ أول مدرسـة ذات نظـام تعليمـي و إداري و مالي بنيت سنة 459 هـ/1068م على يد الوزير السلجوقي نظام الملك، بناء على ما ذكره ابن خلكان[2]،. وقد ردّ الإمام السبكي هذا القول عندما ذكر أن ظهور المدارس كان قبل ذلك .[3]
       أما في بلاد المغرب الإسلامي ،فأول مدرسة ظهرت،هي تلك التي بناها يعقوب المنصور الموحدي(555هـ/1160م-595هـ/1198م) في حدود سنة 593هـ/1196م في مدينة سلا شمال الجامع الأعظم الذي شيد في عهده [4].وعلى الرغم من أن هذه المدرسة كانت بعيدة عن كونها مؤسسة منظمة و مؤطرة ،إلاّ أنّها مهّدت لظهور مدارس نظامية قائمة بذاتها خلال القرن السابع الهجري ،الثالث عشر ميلادي[5]،الذي شهد ظهور أول مدرسة نظامية في بلاد المغرب أنشأها أبو زكريا يحي الحفصي (624هـ/1227م-647هـ/1249م) سنة 633هـ/1235م ،عرفت باسم المدرسة الشماعيـة و قد توالى بعد ذلك بناء المدارس في إفريقية منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي[6].
       أما في المغرب الأقصى فتزامن ظهور المدارس بقيام الدولة المرينية ،فشيد السلطان يعقوب بن عبد الحق (657هـ/1258م-685هـ/1286)أول مدرسة بالقطر سميت الصفارين[7] وكان ذلك حوالي سنة 670هـ/1271م .و تلاها تشييد مدارس أخرى كمدرسـة العطاريـن ،و مدرسـة المدينـة البيضـاء و مدرسة الصهريج .وقد ساعد عل ظهور هذا الاتجاه نزوح عدد كبير من فقهاء السنة المالكية من الأندلس،بعد سقوط المدن الأندلسية خلال القرن السابع الهجري /الثالث عشر الميلادي ،واستقرارهم في الحواضر المغربية الكبرى، فقربهم سلاطينهـا و عيّنوهـم في وظائـف الإفتـاء و الكتابـة و القضـاء و التدريس[8].وإذا كان ظهور المدرس في قطري المغرب الأدنى و الأقصى تزامن وقيـام الدولتين الحفصيـة و المريني ،و نشطه الوافدون من الأندلس، فهل ينطبق هذا على المغرب الأوسط خلال القرن 08ه،/14م في ظل الدول الزيانية ؟،و هل كان سلاطين الدولة ميالين لبناء و تشييد الصروح العلمية ؟و هل استطاع هذا القطر أن يفرض نفسه كمركز علمي ثقافي ينافس بقية الأقطار ؟و يستقطب خيرة العلماء؟ .

- نشأة المدارس ببلاد المغرب الأوسط  في عهد الدول الزيانية:
       إن التسابق المحموم و التنافس الشديد الذي شهده العالم الإسلامي بشكل عام و المغرب الإسلامي بشكل خاص حول النبوغ العلمي و التفوق الفكري و الريادة الثقافية،شجع و حمّس سلاطين بني زيان على الدخول في السباق بكل قوة علّهم يفتكون مرتبة مشرفة على سلّم الإشعاع العلمي ،فاهتموا بتشييد المؤسسات التربوية والتعليمية، من كتاتيب وزوايا ومساجد وبشكل خاص المدارس على نمط المدارس النظاميـة بالمشرق و المغرب .و التي لم تظهر في تلمسان إلا في مطلع القرن الثامن الهجري /الرابع عشر الميلادي، متأخرة عن بلاد المشرق بنحو قرنيين من الزمن ،و عن إفريقية و المغرب الأقصى بنحو نصف قرن[9]. و حسب ما ذكره (بارجيه- BARGES) ، كان يتواجد بتلمسان لوحدها العديد من المساجد الرائعة الجمال ،كما كانت تضم مجموعة من المدارس أنشأت من قبل ملوك تلمسان ،و كان غالبية المتمدرسين يتلقون تعليمهم مجانيا ،و كانوا يتدارسون العلوم الدينية المنطـق و الرياضيات و غيرها من العلوم.[10] وتمثلت وظيفة هذه المؤسسات الثقافية في استقبال الطلبة لمزاولة تعليمهم قصد تخريج الإطارات التي تدعم الجهاز السياسي والإداري والمالي والقضائي والجيش ومختلف مصالح الدولة ومؤسساتها.و كان الهدف من وراء حركة تأسيس المدارس من طرف الدولة الزيانية ،هو نشر التعليم و الثقافة من جهة ،ومن جهة أخرى توجيه الرعية لخدمة التوجه المذهبي للدولة ،وهي نصرة المذهب المالكي و العمل على نشره [11]،وكانت المدارس خير الوسائل المتاحة لتحقيق تلك الغاية.[12] و لم يقتصر تشييد المدارس على الدولة الزيانية ،بل حتى بنو مرين شيدوا مدارس على التراب التلمساني.
1)-المـدارس الزيـانيـة:
·         -مـدرســة ولــدي الإمــام:
     يعتبر السلطان أبي حمو موسى الأول مؤسس أول مدرسة في تاريخ تلمسان الزيانية،وعرفت باسم مدرسة  الأخوين ابني الإمام وذلك سنة 710هـ /1310م ،وقد أنشأها تكريما للعالمين الجليلين الفقيهين أبي زيد عبد الرحمن [13]،وأخيه أبي موسى عيسى ابني الإمام الفقيه أبي عبد الله محمد بن الإمـام[14] ، و اللذان دخلا تلمسان في عهد هذا السلطان فأكرمهما وابتنى لهما هـذه المدرسـة بناحيـة المطمر والتي سميت باسمهما،كما اختط لهما مسجدا و منزلين[15].
     وما يحز في النفس أن المصادر التاريخية لم تسعفنا بالمعطيات الضرورية عن تدشين هذا الصرح الحدث في تاريخ بلاد المغرب الأوسط .وكل ما ذكر كان عبارة عن إشارات أثناء الإشادة بأعمال السلطان أبي حمو موسى الأول ،فيقول التنسي عن ظروف و هدف تأسيسها:"...كـان محبا للعلم و أهله معتنيا به (أي أبي حمو موسى الأول) قائما لحقه ، ابتنى مدرسة لابني الإمام تكريما لهما واحتفاء بهما."[16] وفي إشارة إلى المدرسة يقول ابن مريم: "وبنيت المدرسة داخل باب كشوط".[17]
    ولما كانت مدرسة أولاد الإمام هي أول مؤسسة تربوية ثقافية في حاضرة الدولة الزيانية ،فقد عين السلطان للتدريس بها كبار العلماء الذين طبقت شهرتهم بلاد المغرب و حتى المشرق ، حيث قام بالتدريس فيها علماء من أمثال التلمسانيان ابنا الإمام و شيخا المالكية  و فضلا المغرب في وقتهما.[18]
      وبما أن الطبيعة و يد الإنسان العابثة لم تترك لنا أي أثر للمدرسة و منزلي الإمامين ،فقد حاول (مارسيه-MARCAIS)من خلال ما توصل إليه من دلائل و قرائن تاريخية أن يرسم صورة افتراضية للمعلم .وحسب ما توصل إليه من نتائج فإن المدرسة كانت تتموقع غرب مسجد أولاد الإمام و شماله ،وأنها كانت تتألف من قاعتين كبيرتين ، يتلقى فيها طلبة العلم دروسهم على يد الشيخين الجليلين ابني الإمام .[19] ولكن في غياب الشواهد المادية المتمثلة في الحوالات الحبسية أو وثائق التحبيس الملحقة بالمدرسة، يصعب على أي كان التعرف على دور المدرسة الفكري، ومساهمتها في نشر الثقافة الإسلامية و مختلف العلوم ، وتكوين الأطر وإعدادها للقيام بدورها في المجتمع بالتعليم و التأليف و شغل المناصب العليا في الدولة.[20]واستمرت هذه المدرسة في تأدية مهامها التربوية التعليمية الثقافية حتى القرن العاشر ،السادس عشر ميلادي [21].
·         المـدرسـة التـاشـفينيـة: 
        تعد المدرسة التاشفينية ثاني مؤسسة تعليمية زيانية أسست ببلاد المغرب الأوسط سنة 725هـ/1179م، بناها السلطان عبد الرحمن أبو تاشفين (718هـ/1318م- 737هـ/1337م)على ضريح والده يعقوب وعميه أبي سعيد عثمان وأبي ثابت، وتمّ تدشينها في شهر صفر سنة 765هـ/1364م[22].تقع التاشفينية بإزاء المسجد الجامع جنوبا .وهي بذلك توجد في مجال يعتبر النواة الأولى بعد جامع أغادير الذي أسسه إدريس الأول خلال النصف الثاني من
القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي .[23]
     ويتبين أن اختيار موضع التاشفينية ،لم يكن وليد الصدفة ،بل خضع لاعتبارات إستراتيجية  تكمن في رغبة مؤسسها في الاستفادة من هذا المجال الحيوي ،واستثماره كي تنجح هذه المدرسة في أداء رسالتها التعليمية الثقافية،وطموحه في إضفاء طابع الإجلال و العظمة عليها،على اعتبار أن سكان المدينة تكن تقديرا واحتراما كبيرا للمباني المجاورة لها .[24] وأكد التنسي على أن هذه المدرسة من مآثر السلطان أبي تاشفين الزياني حين قال: " وحسّن ذلك كله ببناء المدرسة الجليلة ،العديمة النظير  ،التي بناها بإزاء الجامع الأعظم،ما ترك شيئا مما اختصت به قصوره المشيدة ،إلا وشيد مثله بها ،شكر الله له صنعه و أجزل له عليه ثوابه ."[25] فكانت من خلال ذلك أهم مدرسة في المغرب الأوسط قد احتفل بها هذا السلطان المتشبث بالعلوم والفنون والذي أبا إلى أن يضيف إلى عاصمته معلما آخر ينافس المعالم السابقة ، ولأن يجلب إليه العلماء الأجلاء أمثال: أبي موسى عمران المشدالي[26] الذي كان من أكبر الفقهاء المالكين في عصره و أبي عبد الله السلاوي و محمد بن أحمد بن علي بن أبي عمرو التميمي. كما اعتنى أبو تاشفين بالمدرسة، وأكثر عليها الأوقاف ورتب فيها الجرايات، وفي الواقع فقد سلك هذا الملك مسلك أسلافه إذ أن أبا حمو موسى الأول (1308ـ1318) حينما بنى المدرسة القديمة قد استدعى للتعليم فيها كلا من أبي زيد عبد الرحمان وأبي موسى عيسى.[27]
        من بين المصادر القليلة التي أشارة إلى التاشفينية وتغنت بروعتها  ورونقها ،نذكر كتاب (نفح الطيب) للمقري الذي ضمّنه بعض الأبيات الشعرية التي رآها منقوشة بأعلى دائرة مجرى الماء، فيقـول: " رأيت مكتوبا بأعلى دائرة مجرى الماء بمدرسة تلمسان التي بناها أمير المسلمين ابن تاشفين الزياني،وهي من بدائع الدنيا هذه الأبيات[28] :
   أنظر بعينك مهجتي و سنائـي           وبديع إتقاني و حسن بنـائي
  وبديع شكلي واعتبر فيما ترى          من نشأتي بل من تدفق مـائي
                                               جسـم لطيف ذائب سيلانـه         صاف كذوب الفضة البيضـاء
           قد حف بي أزهار و شي نمّقت           فغدت كمثل الروض غبّ سماء.           
       وقد ظلت هذه المدرسة التي كانت تعد من أجمل مدارس المغرب الأوسط تقوم بوظيفتها التربوية التثقيفية طوال فترة تواجد الدولة الزيانية[29]،واستمرت ،تؤدي رسالتها حتى القرن السادس عشر.[30]
       وباندثار المدرسة و هياكلها واختفاء كل أثر دالّ عليها، أصبح من الصعب الإحاطة بكل التفاصيل المتعلقة بها ،سواء فيما تعلق بهيكلها و إدارتها أو نظام تسييرها تربويا ،وطرق التدريس بها ولائحة أشهر مدرسيها و مريديها .وحتى الكتب التاريخية لم تتحدث أي وثيقة تبين التحبيس  أو التوقيف عن مدارس المغرب الأوسط في القرن 08 هـ/14 م على الرغم من إشارة بعض المصادر التاريخية صراحة إلى ما قام بـه السلطـان أبي تاشفين  الزيـاني وبـاقي ملوك الدولـة الزيانيـة من تحبيس و توقيـف الأمـوال و الأملاك المختلفة عليها[31]، والتي كانت تنفق في:
- أجور المدرسين من العملاء و جرايات الطابة.
-تخصص جزء من المداخل لإصلاح المؤسسات و شـراء مختلف التجهيزات  الضروريـة من حصير و أفرشة وزيت الوقود.
-منح أعطيات للأطر الإدارية المسيرة لشؤون المدرسة ،و السهر على خدمة الطلبة ،إضافة إلى القائمين على نطاق البناية و حراستها.[32]
      رغم الأهمية التاريخية للمدرسة إلا أنها طمست آثارها ولم يبق من ذكرها إلا الاسم، وقد كانتهذه المدرسة قائمة ومحافظة على شكلها الأصلي إلى غاية 1873م، غير أن السلطات الاستعمارية الفرنسية قامت بإزالتها بغرض تهيئة ساحة عامة وبنيت بدلها دار البلدية الحالية. المـدرسـة البـعـقـوبـيـة :
       توجد هذه المدرسة بجوار مسجد الشيخ إبراهيم المصمودي، شرق مسجد أبي الحسن وجنوب غرب المشور في حي باب الحديد. شيدت هذه المدرسة بأمر من الأمير الزياني أبو حمو موسى الثاني(760هـ-791هـ)( 1358م-1388م) سنة 763هـ، بعد أن تربع عرش تلمسان تخليدا لوالده أبي يعقوب الذي أدركته الوفاة سنة 763هـ/1362م. وكان أبو حمو الثاني، قد أمر بدفن أبيه برياض يقع بالقرب من باب إيلان، ونقل رفات عميه، أبا سعيد وأبا ثابت اللذان توليا حكم تلمسان في الفترة السابقة ،من مدفنهما القديم بالعباد، إلى جوار ضريح والده[33]، ثم شرع في بناء مدرسة بإزاءأضرحتهم. و يقول التنسي في هذا الشأن فلما كملت المدرسة نقلوا ثلاثتهم إليها، واحتفل بها وأكثر بها الأوقاف، ورتب فيها الجرايات . [34]"
       هذا ما يفسر أن تأسيسها جاء حتى يكون هذا المعلم الثقافي رمزا من رموز شموخ الدولة الزيانية وهي المدرسة التي أشاد المؤرخون برونقها وجمالها وحسن عمارتها.وقد استغرق وقت بنائها أكثر من سنة ونصف، بحيث انتهى من إنجازها سنة 765هـ/1364م. وهنا تكمن حكمة مؤسسها الذي قال في شأنه يحي ابن خلدون أن اليعقوبية من أعمال السلطان أبي حمو موسى الثاني  [35]ومن المعروف عن هذا السلطان أنه واسطة عقد الزيانيين [36]وأنه أبان عن ولعه الشديد بتشييد المباني من المساجد و المدارس ،حيث شرع في تأسيسها فور الانتهاء من مراسيم دفن والده. وقد اشتهرت المدرسة باسم اليعقوبية نسبة إلى والد السلطان أبي حمو موسى-أبا يعقوب- بعد اكتمال بنائها،
كما كان يطلق عليها أيضا "مدرسة إبراهيم المصمودي" [37]الذي توفي ودفن بها سنة 805هـ/1402م، وهذه التسميات إن دلت على شيء فإنها تدل على تكريم العلماء والأدباء،كما تدل على مكانتـه العلمية و الفكرية للراقية في تلك الفترة.
  و على الرغم من أن المدرسة اليعقوبية هي الشاهد الوحيد الذي يؤرخ لفترة حكم هذا السلطان، ومع ذلك لم يبقى منها ما يساعد على إعادة رسم مخططها أو معرفة أقسامها .وكما هو معروف عن السلطان أبا حمو موسى الثاني أنه لم يبدأ في إنشاء عملية البناء و التشييد إلا بعد تخليص تلمسان من السيطرة المرينية ،وأعاد للبلاد استقرارها و أمنها.كما أن المصادر التاريخية- بما فيها يحي ابن خلدون مؤرخ الدولة - لم تورد إشارات واضحة حول الظروف التي أحاطت بتأسيس اليعقوبية، خاصة إذا علمنا  أن بنو زيان اعتادوا على إضفاء نوع من الاحتفالية على عملية تدشين المباني الكبرى كالمدارس . و أوكل للعالم الشيخ الشريف الحسني أبي عبد الله للتدريس بهذه المدرسة ، و الذي قال في شأنه صاحب البستان :"فانتقل إلى تلمسان ،وتلقاه أبو حمو براحتيه و أصهر له في إبنته،فزوجها إياه وبنى له مدرسة، وأقام الشريف يدرس العلم بها إلا أن هلك رحمه اللهغرقا في البحر في طريق  عودته من غرناطة إلى بلاده عام 771هـ/1369م."[38]  
     لقذ فقدت هذه المدرسة الكثير من ملامحها القديمة وأصبحت جزءا من مسجد الشيخ إبراهيم المصمودي ومن الضريح، فيصعب بذلك وصف أقسامها ومرافقها.[39] إلا أنه لا يمكن إغفال مساهمتها في إعداد وتكوين عدد من العلماء و الفقهاء و الخطباء و القضاة ،كان لهم الأثر البالغ في الحياة الفكرية و نشر اللغة العربية و تثبيت المذهب المالكي بالمنطقة ترسيخ الثقافة الإسلامية .
2)-المـداس المـريـنـيـة:
·         مـدرسـة الـعـبــاد:
     أنشأها السلطان أبو الحسن علي بن أبي سعيد عثمان المريني سنة (747هـ/1347م)[40]في القرية المسماة العباد[41] ،لتكون مركزا علميا ثقافيا راقيا يستطيع أن يزاحم ما تواجد آنذاك من مدارس علمية معرفية. كما عرفت المدرسة أيضا باسم سيدي بومدين وهذا لتخليد ذكرى العالم الجليل الذي ذاع صيته في جميع أنحاء بلاد المغرب الإسلامـي وهو أبو مديـن شعيب بن الحسـن الأنصاري دفين تلمسـان (ت 594هـ/1197م) [42]. وقد وردت إشارة لهذه المدرسة حين قال ابن مرزوقّ :"...و بالعباد ظاهر تلمسان وحذاء الجامع الذي قدمت ذكره ، وبالجزائر مدارس مختلفة الأوضاع بحسب اختلاف البلدان...".[43] و يقول عنها النميري في رحلته :"وتتصل بالزاوية من ناحية الجوف، مدرسة متعددة البيوت، رفيعة السموت ،بديعة النعوت ،و بها أبواب تشرع إلى ديار كاملة المنافع ...".[44] و حتى حسن الوزان لم يغفلها في كتابه، فقال في شأنها:"...وهناك أيضا مدرسة جميلة جدا أسسها بعض ملوك بني مرين حسب ما يقرأ ذلك في الرخامتين  المنقوش عليهما أسماؤهم".وهي تقع إلى الغرب من المسجد الجامع .وأكدت وثيقة التحبيس المنقوشة على لوح رخامي مثبت على يسار بلاطة محراب الجامع الملاصق لها ، و التي نقرأ فيها:"الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين ،أمـر ببناء هذا الجامـع المبـارك و المدرسة المتصلة بغربيه مولانا السلطان الأعدل أمير المسلمين المجاهدين في سبيل رب العالمين أبو الحسن..."[45] .وسميت المدرسة أيضا بالخلدونية في فترة لاحقة و لعل هذا تأكيد على تعلم عبد الرحمن  ابن خلدون  بها [46].
إن تاريخ  تأسيس المدرسة يؤكده النقش التأسيسي الذي يزين  قبة رقبة قاعة صلاة  المدرسة نفسها، ويتضمن تسعة أبيات شعرية تتضمن مايلي:[47]
  "الحمد لله رب العالمين،
الإسلام أميـر المسلمين           بنـاني كـي أقيـم دينـا
تفوق النظم بالنوم الثمينا          أبو الحسن الذي فيه المزايـا
بما أجرى يه الأعمال دينا           إمام لا يعبّر عنـه وصـف
أقرأ إلى الأنـام بها عيونا          سليل أبي سعيد ذي المعـالي
    فأعـلاه و أعطاه يقيـنا          وقـد سمّاه خالقـه عليـا
                                                  وإيمانا يكـون له معينـا           أبان بالصالحات منه دينـا
                                               خلون من السنين و أربعينا          لشهر الربيع الثاني لسبـع
                                            من حوله مقاصده فنـونا          إلى سبع مبين فـدام سعـد
                                           على مرضاته دائما معينـا          وكان له الإله على الاتصال
و هذا ما يعكس لنا مدى تديّن  مؤسسيها واهتمامهم المطلق بتعظيم العلم ،ومدى أهمية هذه المدرسة في تكوين الناشئة و نشر العلم و الثقافة العربية الإسلامية تدريسا و تفسيرا و تأليفا.كما أن السلطان أبا الحسن عليا أوقف على المدرسة و الجامع أملاك بالمدينة ،وهذا حسب ما هو مدون في اللوحة الرخامية التي نقشت بها الحوالة الحسبية داخل بيت الصلاة بجامع سيدي بومدين التي تحتوي على لائحة الممتلكات.
      وقد ظلت هذه مدرسة العباد قائمة تصارع عوادي الزمن بالرغم من أن كثيرا من زينتها وزخرفتها الأصلية قد اندثرت بفعل الترميم والإصلاحات التي أدخلت عليها على مّر العصور فأفقدتها كثيرا من أصالتها[48]إ لاّ أنها ما تزال تحتفظ بهيكلها و شكلها العام الذي هو شبيه بشكل المسجد إلاّ أنها تختلف معه في الوظيفـة ،فهي تتكـون من قاعة للصلاة و غرف لسكنى الطلبـة و تتوسطها ساحـة إضافـة إلى المكتبـة و مرافق عامة ،وهي تتكون من طابقين .ومن هنا يمكن القول بأن تصميم المدرسة جاء مزدوج المعالم فهي عبارة عن مسجد مدرسي.ومن هنا يتضح لنا دورها الثقافي الذي تمثل في إقراء القرآن الكريم و تدريس العلم إحياء لتقاليد المذهـب المالكـي و فروعه.[49]
·         مدرسـة سـيدي الحلـوي:
      إذا كانت مدرسة العباد أول مدرسة تعليمية جامعية أسست ملاصقة للجامع ،فإن السلطان أبا عنان فارس المتوكل على الله (749هـ/1348م -759هـ/1358م)،أنشأ هو الآخر مدرسة بجوار ضريح  الولى  الصالح المتصوف أبي عبد الله الشوذي الاشبيلي المعروف  بسيدي الحلـوي،[50]وكـان ذلك سنة 754 هـ /1353م[51] .ويكون بذلك السلطان أبا عنان  قد حـذا  حـذو والـده في هذا المجال .كيف لا و السلطان كما ذكر إبن بطوطة في وصفه لمجالسه العلمية :"لم أر من ملوك الدنيا من بلغت عنايته بالعلم إلى هذه النهاية "[52]ويكفي أبا عنان فخرا أنه عاش تحت رعاية والده الذي حرص على تربيته وتعليمه، فقد تتلمذ على يد أكبر علماء عصره أمثال الآبلي [53]، أستاذ العلامة ابن خلدون في العلوم العقلية ،و المقري التلمساني القرشي الذي قرأ عليه صحيح مسلم ،وابن الصفار الذي قرأ عليه القرآن الكريم [54]،وهذا ما جعل والده السلطان أبو الحسن يختاره من ضمن إخوته و يعينه حاكما على المغرب الأوسط عند توجهه إلى إفريقية الحفصية قصد ضمها إلى سلطانه .و لما تربع السلطان الابن على عرش بني مرين ،سار على نهج أبيه في تعظيم الصلحاء و العلماء ،وكذا بناء المـدارس ودور العلـم و الثقافة ،فأنجز مركزا دينيا و علميا و ثقافيا ضخما يتضمن المسجد  و المدرسة و الزاوية و الضريح معا[55] بالحي سكنيي بمحاداث أسوار تلمسان الشمالية الشرقية التي يتوسطها باب الزاوية.[56]
  لقد ظلت هذه المنارات العلمية قائمة تؤدي رسالتها التربوية على أكمل وجه حتى القرن 10هـ/16م،وهذا بشهادة حسن الوزان:"وتوجد بتلمسان مساجد عديدة جميلة ...ولها أئمة وخطباء، كما تحوي أيضا خمس مدارس بديعة حسنة البناء و مزدانة بالبلاط الملّون وغيرها من الأعمال الفنية ،شيد بعضها ملوك تلمسان ،و البعض الآخر ملوك فاس"[57]. كما أكد مارمول في كتابه إفريقيا [58]أن تلمسان بها "عدة أساتذة  في مختلف مدارس  يقومون بالتدريـس كـل يـوم و يؤجرون من أوقاف هذه المؤسسات".
        فزودت بالمرافق الضرورية من خزانة للكتب و بيوت لسكنى الطلبة وفرض جرايات لهم و للمدرسين[59] .ومن دون أدنى شك أن فكرة إنجاز المدارس الجامعة من قبل المرينين  لم تكن بالجديدة بل سبقهم في ذلك سلاطين الموحدين وبني حفص.غير أن مدارس المرينيين تميزت عن سابقاتها في المجالات التنظيمية و الفنية ،وكذلك في الفكري الذي نشّطته في بلاد المغرب الإسلامي بشكل عام .لذلك استهدف سلاطين بنو مرين استحداث المدارس في بـلاد المغرب الأوسـط  و المغرب الإسلامي عامة لمحاربة المذهي الموحدي وإحياء المذهب المالكي الذي فقد مشروعيته ونشاط فقهائه [60].
    و من دون شك أن تشييد المدارس لم يكن مقتصرا على عاصمة الدولة الزيانية  بل كانت هناك من المدن المهمة مثل: الجزائر و وهران و مليانة و مستغانم من كانت تتوفر على مدارس ،إلا أن المصادر لم تسعفنا بمعلومات عنها ،و ربما ذلك راجع إلى أن شهرتها لم تتعدى الإطار الجغرافي للمدينة التي تتواجد بها،  عكس مدارس تلمسان التي تخطت شهرتها حدود المدينة ،بل و حتى حدود الدولة. و أخذت حيزا هاما من الكتابات التاريخية على حساب باقي المـدن الخاضعـة لها. و على العموم فالمدارس مهما كان مدى صداهـا و حجمها إلا أنها شاركت جميعها في إخصاب الحقل الثقافي و المعرفي لبلاد المغرب الأوسط خلال هذه الفترة بتصديرها لعلماء أجلاء ساهموا في بناء الدولة الزيانية و تفوقها في مجالات عدة  كما دعموا صمودها في وجه المخاطر لعدة قرون.
        وقد صدق من قال :
" المدرسة كالزهرة بين الشوك دائمة العطور لا تخشى الويل و الثبور "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]د/محمد الأمين بلغيث،فصول في التاريخ والعمران بالغرب الإسلامي،أنتير سينيي،الجزائر1428هـ/2007م.ط1، الجزائر 1428هـ/2007م. ص 21.
[2] ابن خلكان، أبو العباس أحمد بن محمد: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس،ج6، دار صادر ،بيروت ،ب ط ،سنة  1977م ،ص353
[3] السبكي، أبو نصر عبد الوهاب بن علي: طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناجي ، 3ج ، مطبعة عيسى الحلبي وشركاه، مصر ،ب ط،سنة1383 هـ/1963م) ،ص111.
[4] أبو العباس أحمد بن محمد الغبريني، "عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية "،تحقيق ،رابح بونار ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ،الجزائر ،1981.
،ص ،100-101
[5] وداد القاضي ،المدرسة في المغرب حتى أواخر القرن التاسع الهجري في ضوء كتاب المعيار المعرب للونشريسي ،الفكر التربوي الإسلامي، أعمال مؤتمر التربية الإسلامية المنعقد في بيروت من 15 إلى 21 مارس 1981،ص70
[6] وداد القاضي ،نفس المقال ،ص 100. أيضا،
Hakim, Arabic-Islamic cities, building and planning principles, Edition 2, illustrée, 1986,p76
[7] سميت بهذا الاسم لأنها بنيت بجوار سوق التي تصنع فيه أواني النحاس الأصفر،ينظر ، عيسى الحريري ،المرجع السابق،ص324.
[8] عبد العزيز فيلالي ،تلمسان في العهد الزياني (دراسة سياسية ،عمرانية ،اجتماعية ،ثقافية)، موفم للنشر و التوزيع ،سنة 2002 ،ج 2،ص325
[9] محمد القبلي ،مراجعات حول المجتمع و الثقافة بالمغرب الوسيط ،دار طوبقال للنشر،الدار البيضاء ،المغرب ،ب ط،سنة 1987،ص69.
[10]Abbé Barges, Notice sur la ville de Tlemcen, journal asiatique,3eme série, tome11,imprimerie royal ,Parie ,janvier 1841,p5.
[11] Chems Eddin Chitour,l’Education et la Culture de l’Algerie.Des oririgines à nos jours ,ENAG/EDITIONS-DISTRUBUTIONS,1999,p78
[12] عبد العزيز فيلالي ،المرجع السابق،ج2،ص 325-326-أيضا عبد الرحمن بالأعرج ، العلاقات الثقافية بين دولة بني زيان و المماليك،رسالة ،ماجستير في تاريخ المغرب الإسلامي ،قسم التاريخ ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2007/2008 ،ص36.
[13] هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله البرشكي التلمساني الشهير بابن الإمام( ... /743 هـ - ... / 1342 م)  ،أكبر الأخوين لابني الإمام  الفقيه الخطيب محمد بن عبد الله التلمساني، انظر أبو زكريا يحي بن محمد يحي ابن خلدون ، "بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد" الجزء الأول ،تحقيق عبد الحميد حاجيات ،ج1 ،المكتبة الوطنية ،الجزائر،سنة 1980م. ،ص114،أيضا  عبد الرحمن ابن خلدون ، التعريف بابن خلدون و رحلته غربا و شرقا" ،دار الكتاب اللبناني ،سنة 1979. ،ص 30، أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد ابن مريم البستان في ذكر الأولياء والعلماء من  تلمسان" ،مراجعة أحمد بن أبي شنب ،المطبعة الثعالبية ،الجزائر ،سنة 1326هـ/1908م ،ص ص 135-136.      
[14] هو أبو موسى عيسى بن محمد بن عبد الله البرشكي التلمساني الشهير بابن الإمام ،أخو عبد الرحمن بن محمد  (.../748هـ-.../1347م) ، يحي ابن خلدون، ،المصدر السابق ،ج1،ص 130،أنظر أيضا ، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي، "الأعلام"، دار العلم للملايين ،الطبعة 15 ،سنة 2002 م، ،ج 05 ص 108 .
[15] عبد الرحمن ابن خلدون ، ترجمان العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، دار الفكر للطباعة و النشر ،بيروت ،سنة 1421هـ/2000م،ج7،ص134،أنضر أيضا يحي ابن خلدون ، المصدر السابق،ج1،ص130،
Dhima (A), Royaume Abdelouadide à l’époque d’Abou Hamou Moussa  1er et d’abou Tachfin 1er  O.P.U/E.N.A.L .Alger, p108
[16] محمد بن عبد الله التنسي،"نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان" ،حققه وعلق عليه،محمود بوعياد،المكتبة الوطنية، 1985، ص139
[17] ابن مريم  المصدر السابق ، ص126
[18] أبو العباس بن أحمد التنبكتي،"نيل الابتهاج بتطريز الديباج" ،دار الكتب العلمية ،بيروت .       
 ،ص245 ،يحي ابن خلدون، المصدر السابق ،ج1،ص 130.
[19] MARCAIS G ; Remarque sue les Mederssas Funérair En Berbères A propos de la Techfinia de Tlemcen (Melaque Gaudforienes ;Inst France-Caire ;1937 ;p204 .  
[20] Chems Eddin Chitour ,l’Education et la Culture de l’Algérie. des origines à nos jours, ENAG/EDITIONS-DISTRUBUTIONS,1999  p78.
[21] ابن مريم ، المصدر السابق ،ص 126
[22] رشيد بورويبة ،جولة عبر مساجد تلمسان،مجلة الأصالة،ع26،جويلية -أوت 1975 ،ص181
[23] د/صالح بن قربة و آخرون ، تاريخ الجزائر في العصر الوسيط من خلال المصادر، منشورات المركز الوطني للدراسات و للبحث في تاريخ الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954 طبعة خاصة بوزارة المجاهدين بمناسبة الذكرى 45 لعيد الاستقلال و الشباب ، ص144،
[24] صالح بن قربة، المرجع السابق، ص145.أيضا، عبد الرحمن بالأعرج، المرجع السابق، ص 36.
[25] التنسي ،المصدر السابق ،المصدر السابق ، ص141
[26]  لسان الدين محمد بن عبد الله المقري ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي ،القاهرة، 1393/1973م.ج 5 ص 223-224.
[27]  عبد الرحمن ابن خلدون ،التعريف...المصدر السابق، ص31
[28] المقري، المصدر السابق، ج8، ص ص154-157.عبد العزيز فيلالي ،المرجع السابق ،ج1،ص144.
[29] التنسي ،المصدر السابق،ص 141،عبد العزيز فيلالي ،المرجع السابق،ج1 ،ص142،عبد الحميد جاجيات ،السلطان أبو حمو موسى الثاني سياسته و أدبه، مجلة تاريخ و حضارة المغرب ، يوليو 1968 ،ص 61 ،أيضا:
William et Georges MARCAIS,les monuments Arabes de Tlemcen ,Librairie Thorin ,Parie ,Parie ,p185
[30] الحسن بن محمد  الفاسي المعروف بالوزان أو ليون الافريقي،وصف إفريقيا ،ترجمة ،محمد حجي ، ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي،لبنان ، ط2 ،سنة 1983،ص.19
[31] التنسي ،المصدر السابق  ،ص248-249
- Marcais (G) : Remarques sur les mederssa op.cit, p259
[32]صالح بن قربة ،المرجع السابق،ص147
 [33] BARGES, Tlemcen ancienne capitale du royaume de ce nom, sa topographie, son histoire, Paris, 1859, p.391.
[34] التنسي، المصدر السابق.ص 179-180
[35]يحي بن خلدون، المصدر السابق، ج 2، ص ص 134- 136
[36] صالح بن قربة ،المرجع السابق،ص150
[37] Victor Piquet , po.cit, p 183
[38]هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن يحي الشريف بن علي  التلمساني من أعلام المالكية. يعرف بالعلوي،ولد بها حوالي سنة 710هـ/1310م و توفي سنة  771ﻫ / 1370م،أنظر ، يحي ابن خلدون ،المصدر السابق ، ج1 ، ص 132 ،أيضا ، لسان الدين ابن الخطيب، المصدر السابق ،ج3،ص 325 ،ابن مريم ،المصدر السابق ،ص ص164-184 ،ابن محلوف ،المصدر السابق، ص 234،[38] ابن مخلوف ،المصدر السابق،ص 234 ،عمار هلال ،المرجع السابق ،ص70و  عبد الحميد حاجيات،الحياة الفكرية ...المقال السابق،ص142.
[39] عبد الحميد حاجيات ،أبو حمو...،المرجع السابق،ص182 ، عبد العزيز فيلالي ،ج1 ،ص 143،أيضا:
 Victor Piquet ,op.cit ,p205
[40] عن منجزات أبي الحسن بالعباد أنظر : ابن مرزوق ، المصدر السابق ، ص 400 وما بعدها ،أيضا ،العزيز لعرج ،المدارس الإسلامية و دواعي نشأتها ،و ظروف تطورها و انتشارها ،مجلة ،دراسات إنسانية ،مجلة علمية محكمة تصدرها دوريا كلية العلوم الإنسانية ،جامعة الجزائر ،العدد،1، 2001،ص ص 233-235 .
[41] يذكر الحسن الوزان بأن: العباد قرية عتيقة تقع في الجنوب الشرقي من تلمسان ، وهي كثيرة الإزهار ، وافرة السكان والضياع ، بها دفن ولي كبير ذو صيت شهير  وهناك مدرسة جميلة جدا .. أسسها بعض ملوك فاس من بني مرين ،ينظر ، الحسن الوزان ، المصدر السابق ، ج2، ص 24
[42] العربي لقريزي ،مدارس السلطان أبي الحسن على ،مدرسة سيدي أبي مدين نموذجا ،دراسة أثرية و فنية ،رسالة ماجستير ،قسم الثقافة الشعبية، جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2000/2001،ص ص55-84.
[43] ابن مرزوق،المصدر السابق، 406.
[44] ابن الحاج الميري،المصدر السابق،ص488
[45] الحسن الوزان،المصدر السابق ،ج2،ص24
[46]MARCAIS(G)et William: Les Monuments Arabes, op.cit P274
[47] صالح بن قربة ،المرجع السابق،ص171-172
[48] العزيز لعرج : المرجع السابق ، ص 317-318
[49] صالح بن قربة ،المرجع السابق ص175.
[50] يحي ابن خلدون،المصدر السابق ، ج1 ، ص 127-128 ،أيضا ابن مريم ،المصدر السابق ، ص ص 68  70 ، عبد العزيز لعرج ، المرجع السابق ، ص ص 232-235 .
[51] إبراهيم ابن الحاج النميري،"فيض العباب و إفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة و الزاب" ،دراسة و إعداد: د/ محمد ابن شقرون، دار الغرب الإسلامي ،ط1،سنة 1990،
 ص 279 ،يحي ابن خلدون ،المصدر السابق، ج 1،ص 127- 128،ابن مريم ،المصدر السابق ،ص68-70،أيضا:
 Victor Piquet, Autour des monuments musulmans du Maghreb: Algérie.-Maroc,Volume 1 de Autour des monuments musulmans du Maghreb: esquisses historiques, G.-P. Maisonneuve, 1948, p165
[52]محمد بن عبد الله بن محمد،المعروف بابن بطوطة ،تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار،تحقيق و تعليق و تقدم ،المنتصر الكتاني ،مؤسسة الرسالة للطباعة و النشر و التوزيع ،بيروت ،ب ط،1985 ،ص761
[53] ابن مريم ،المصدر السابق،ص 214
[54]  التمبكتي ،المصدر السابق، ص 427
[55]Marçais (G), L’architecture, Tunisie, Algérie, Maroc, Espagne, Sicile, Volume 2,Manuel d'art musulman, métier graphiques , A. Picard, Nouv.éd,1,paris, 1926-1927,p278- Dhima (A) ,op.cit ,p 38
[56]MARCAIS(G)et William: Les Monuments Arabes, op.cit,p285
[57] حسن الوزان،المصدر السابق، ج 2، ص 19
[58] مارمول كاربخال،إفريقيا ،ترجمة،محمد حجي و آخرون ،دار نشر المعرفة ،الرباط /ب ط،1989،المصدر السابق، ص 300  
[59] ذكر ابن مريم في ترجمته الفقيهين سيدي أحمد بن عيسى الورنيدي المعروف بأبركان وأحمد بن الحسن الغماري (ت 894 هـ/1489 م) أن الزاوية والمدرسة كانتا قائمتين حتى أوائل القرن 10هـ /16 م.
[60] صالح بن قربة ،ص 179.









التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات